دال ميديا: في اللحظات الأولى التي بدأت فيها الطلقات تدوي في مدرسة ريسبرجسكا في أوريبرو، انهالت مئات المكالمات على خدمة الطوارئ SOS Alarm. بعض المتصلين كانوا في حالة ذعر تام، عالقين داخل الفصول الدراسية، فيما استمرت بعض المكالمات لساعات، حيث حاول موظفو الطوارئ مواساتهم وإرشادهم وسط المأساة المتصاعدة.
يصف يوناس ليند، رئيس العمليات في خدمة SOS Alarm، تلك اللحظات بأنها “واحدة من أصعب الأزمات التي واجهتها الخدمة”.
“دورنا لم يكن فقط الرد على المكالمات، بل كان علينا أن نكون هناك معنويًا أيضًا، أن نقدم الدعم، أن نساعد الناس على تجاوز هذه اللحظات الرهيبة”، يقول ليند.
مئات المكالمات.. وضغط هائل على الطوارئ
مع ازدياد عدد المكالمات، لم تعد الخدمة في مدينة أوريبرو قادرة على التعامل مع الكم الهائل من النداءات، مما اضطر الخط الساخن الوطني إلى استقبال أكثر من 100 مكالمة طارئة من المدينة، في محاولة لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح.
“كان هناك أشخاص محاصرون في الفصول، البعض سمع الطلقات قريبة جدًا منهم. كانوا يهمسون عبر الهاتف، خائفين من أن يُكشف أمرهم، وآخرون كانوا في حالة ذعر شديد، يبكون ويصرخون طلبًا للمساعدة”، يضيف ليند.
مكالمات استمرت لساعات وسط الرعب
لم تكن بعض المكالمات مجرد نداءات استغاثة قصيرة، بل استمرت لفترات طويلة، حيث بقي الموظفون على الخط مع طلاب ومعلمين عالقين داخل المبنى، يوجهونهم خطوة بخطوة حتى وصول الشرطة.
“بقينا على اتصال مع بعضهم لعدة ساعات، فقط لنكون معهم خلال هذا الكابوس. كانوا بحاجة إلى شخص يشعرهم بالأمان، لشخص يخبرهم أن هناك أملًا، أن المساعدة قادمة”، يقول ليند.
كيف تأثر موظفو الطوارئ بالمجزرة؟
بعد انتهاء الهجوم، تركت المجزرة أثرًا عميقًا ليس فقط على الضحايا وعائلاتهم، بل حتى على موظفي الطوارئ الذين كانوا في الخط الأمامي للتعامل مع المأساة.
يقول ليند إن العاملين في SOS عاشوا هذه الصدمة بكل تفاصيلها، حيث تأثر الكثير منهم نفسيًا بالمحادثات التي أجروها مع العالقين في المدرسة.
“كانت هناك موجة من المشاعر المختلطة. البعض شعر بالغضب، البعض الآخر كان حزينًا جدًا. كان هناك من أراد الحديث عما حدث، بينما فضّل آخرون الصمت. كل شخص عالج الصدمة بطريقته الخاصة”، يوضح ليند.
“تركوا كل شيء وركضوا لإنقاذ الأرواح”
ورغم الثقل العاطفي للحادث، إلا أن موظفي الطوارئ لم يترددوا في تقديم المساعدة، حتى في أصعب اللحظات.
“كان هناك إحساس قوي بالمسؤولية، الجميع أراد أن يفعل شيئًا. لقد تركوا كل شيء فقط من أجل إنقاذ الأرواح”، يقول ليند بفخر.
ماذا بعد؟
بينما لا تزال التحقيقات مستمرة حول دوافع الهجوم، تحاول السلطات تحليل المكالمات المسجلة من ذلك اليوم للحصول على مزيد من التفاصيل حول تسلسل الأحداث.
لقد كانت مجزرة أوريبرو لحظة صادمة في تاريخ السويد، ولم يكن الضحايا وحدهم من عاشوا الرعب، بل حتى أولئك الذين كانوا على الجانب الآخر من الخط، يحاولون إضاءة بصيص من الأمل وسط الظلام القاتل.
المصدر: svt