دال ميديا: في حلقة جديدة من الاشتباك المستمر بين السياسة والإعلام في السويد، صعّد زعيم حزب ديمقراطيو السويد جيمي أوكيسون، هجومه ضد قناة TV4 وبرنامجه الاستقصائي “كالا فاكتا”، متهمًا التحقيق الاستقصائي الأخير بأنه “عملية تأثير محلية ضخمة” وصفها بلهجة حادة بأنها
“عمل بروباغندا كان ليجعل غوبلز، وزير دعاية النازية، يشعر بالفخر.”
التصريحات أدلى بها أوكيسون خلال لقائه مع برنامج السبت في إيكوت، ليجدد بذلك الخلاف الذي اندلع العام الماضي إثر بث تحقيق “تحت الغطاء داخل مصنع التلاعب”، حيث زرع الصحفيون متخفيون داخل قسم الاتصالات بالحزب، وكشفوا عن إدارة حسابات مجهولة على وسائل التواصل الاجتماعي.
من مصنع التلاعب… إلى خطاب الغضب
أوكيسون انتقد بشدة العرض الإعلامي قائلاً:
“لقد قُدمت مادة ترفيهية درامية أكثر من كونها كشفًا صحفيًا. الحديث عن تهديدات أو تحريض لم يثبت، ومع ذلك حُبكت القصة كما لو أننا نُدير جيشًا من الكراهية.”
وأضاف:
“كانت هناك بعض الممارسات الرمادية نعم، خاصة استخدام الحسابات المجهولة، لكننا أوقفنا هذه الأساليب لاحقًا.”
ومع ذلك، وصف الحزب نفسه لاحقًا في تحليله لنتائج الانتخابات أن تعامله مع الفضيحة الإعلامية أضرّ بنتائجه في صناديق الاقتراع.
رد TV4: “اتهامات خطيرة… ومؤسفة”
لم يتأخر الرد من الطرف الآخر.
فريدريك مالمبرغ، رئيس تحرير كالا فاكتا، اعتبر تعليقات أوكيسون
“غير مفهومة وخطيرة”، مضيفًا:
“مؤسف ومقلق أن زعيم واحد من أكبر الأحزاب يقارن الصحافة الاستقصائية بجهاز دعاية نازي.”
وتابع مالمبرغ باتهام أوكيسون بمحاولة “تشويه الصحفيين المستقلين وتقويض دور الإعلام الحر في الديمقراطية السويدية.”
مواجهة مفتوحة… وكلمات تترك آثارًا
سواء كانت الاتهامات محاولة لإعادة ضبط سردية سياسية متداعية، أو هجومًا مدروسًا لتعبئة قاعدة انتخابية غاضبة ضد الإعلام، يبقى المشهد واضحًا:
التوتر بين السياسة والإعلام الحر في السويد آخذ في التصاعد – والكلمات لم تعد مجرد تصريحات عابرة، بل ذخيرة ثقيلة في معركة على عقول وقلوب الناخبين.
المصدر: SVT