دال ميديا: في تقرير مثير للجدل قدمته القوات المسلحة السويدية إلى الحكومة، حذر الجيش من وجود عقبات كبيرة تعيق تطوير التكنولوجيا الدفاعية والقدرة على شراء معدات حديثة بسرعة. وقد أشار التقرير إلى أن البيروقراطية والإجراءات المعقدة تمنع الجيش من مواكبة التطورات التقنية السريعة.
مشروع GNADD: استثناء نادر
تحدث التقرير عن مشروع GNADD السري، الذي يهدف إلى تطوير تقنيات الطائرات المسيرة (الدرونز) المتناثرة، حيث استطاع المشروع تحقيق نجاح كبير خلال عام واحد فقط، مقارنةً بما كان يستغرقه سابقًا سبع سنوات.
ويصف أندرياس زيغينفيلدت، رئيس تطوير الجيش، المشروع بأنه كان عملية عملية مباشرة دون الاعتماد على العروض التقديمية المعتادة.
وقال زيغينفيلدت:
“كان المشروع فريدًا من نوعه بسبب الدعم السياسي وتجاوز الإجراءات المعقدة.”
مشاكل بنيوية في نظام الدفاع
على الرغم من النجاح المحدود لمشروع GNADD، يشير التقرير إلى وجود عدة مشاكل منهجية تعيق تحديث الدفاع:
-
نقص في أنظمة الاتصال المحمي بين الهيئات المختلفة، مما يعرقل التعاون.
-
نظام مشتريات غير مرن لا يتماشى مع سرعة تطوير التكنولوجيا الحديثة.
-
عمليات شراء بطيئة مصممة لمعدات ضخمة تحتاج إلى فترات طويلة للتنفيذ.
-
إجراءات شراء موحدة بغض النظر عن حجم ونوع المعدات، سواء كانت غواصة أو مطرقة.
ويعبر زيغينفيلدت عن إحباطه من النظام الحالي، قائلاً:
“لا يمكننا استخدام نفس عملية الشراء لمعدات صغيرة وكبيرة. يجب أن يكون لدينا قدرة على الشراء السريع عندما نحتاج إلى ذلك.”
الحاجة إلى تعاون مدني-عسكري
يرى هانس ليفونغ، الأستاذ في جامعة الدفاع، أن الحل يكمن في تعزيز التعاون بين الشركات التقنية المدنية والقوات المسلحة.
وقال ليفونغ:
“التقنيات المدنية مثل الدرونز أصبحت ذات أهمية عسكرية كبيرة. علينا ربط تطوير التكنولوجيا المدنية بالاحتياجات العسكرية.”
جهود حكومية لتحسين الوضع
من جانبه، يقر وزير الدفاع بال يونسون بوجود مشاكل هيكلية، لكنه يشير إلى أن الحكومة قد اتخذت خطوات لتحسين الوضع.
وقال الوزير:
“لقد منحنا هيئة الدفاع مهمة التعامل مع الابتكار التعاقدي، كما أننا نعمل على تسريع عمليات الشراء من خلال التعاون مع Vinnova لتشجيع الابتكار المدني-العسكري.”
هل يمكن تجاوز العقبات؟
تظل مسألة تحديث التكنولوجيا العسكرية في السويد موضوعاً حساساً، حيث يتطلب التعامل مع تحديات تقنية وبيروقراطية على حد سواء. ومع ذلك، يبدو أن هناك إرادة سياسية لتسريع العمليات، خاصة في ظل التغيرات الأمنية العالمية.
لكن يبقى السؤال: هل تستطيع السويد فعلاً التغلب على هذه العقبات وتحديث قدراتها الدفاعية بسرعة كافية؟
في انتظار الإجابة، تستمر القوات المسلحة في البحث عن أساليب جديدة لتطوير دفاعاتها ومواكبة التطور التكنولوجي العالمي.
المصدر: SVT