في إعلان شركة “Riddermark bil”، أكبر وكيل لبيع السيارات المستعملة في السويد، تم الترويج لسيارة نقل بيضاء من نوع “Renault Trafic” بمسافة مقطوعة تبلغ 2853 ميل. ولكن بعد التدقيق تبين أن السيارة قد سافرت 27,400 ميل، أي عشرة أضعاف ما تم الإعلان عنه، وهو ما يعادل أكثر من ستة أضعاف محيط الكرة الأرضية.

تفاصيل عملية الاحتيال

المعلومات ظهرت بعدما قام البرنامج الاستقصائي “200 sekunder” بتحقيق شامل في كيفية إخفاء “Riddermark” الأخطاء عن عملائها. وظهر أن الشركة تعرضت لعملية احتيال معقدة ومحترفة، حيث تم التلاعب بعداد المسافات الخاص بالسيارة، وتزوير البيانات التي تشير إلى عدد الأميال التي قطعتها.

السيارة، التي كانت قد استُخدمت من قبل شركة متخصصة في إصلاح التلفزيونات والتي تعمل على نطاق واسع في جميع أنحاء السويد، تعرضت لحادث تصادم في مايو الماضي. وقيمت شركة التأمين السيارة على أنها غير قابلة للإصلاح، ليتم تعويض الشركة المالكة بمبلغ 109,000 كرونة بعد خصم قيمة التأمين.

التلاعب بعداد المسافات

المفاجأة جاءت عندما تم عرض السيارة للبيع بمبلغ 309,800 كرونة، حيث زعم إعلان “Riddermark” أن السيارة قطعت 2853 ميل فقط. لكن السجلات الحقيقية التي تمتلكها الشركة السابقة، والتي تشمل سجلات دقيقة لكل رحلة قامت بها السيارة، أظهرت أن السيارة قد قطعت فعليًا 27,376 ميل حتى لحظة وقوع الحادث.

بعد بيع السيارة إلى تاجر سيارات آخر، تم التأكيد على أن العداد كان يشير إلى 27,400 ميل في ذلك الوقت، لكن عندما وصلت السيارة إلى “Riddermark” تم التلاعب بالعداد ليظهر أنها قطعت فقط 2853 ميل.

رد الشركة والاتهامات بالاحتيال

علق المدير التنفيذي لشركة “Riddermark”، ألكسندر ريدرمارك، قائلاً إن الشركة كانت ضحية لعملية احتيال محترفة للغاية، مشيرًا إلى أن الشركة تجري عادة فحوصاتها الخاصة لكل سيارة يتم شراؤها، ولكن في هذه الحالة يبدو أن المتورطين قاموا بتزوير البيانات على نحو متقن.

وأوضح ريدرمارك أن الشركة قامت بشراء السيارة مقابل 267,500 كرونة ولم تجد أي دليل على أن السيارة قطعت أكثر مما هو مسجل في السجلات العامة. كما أشار إلى أن التحقيقات الداخلية في الشركة أظهرت أن السيارة في حالة جيدة جدًا، مما يجعل من الصعب الشك في أنها قطعت مسافة أكبر مما تم الإعلان عنه.

تحقيقات مستمرة وخسائر مالية كبيرة

الشركة أكدت أنها ستعزز إجراءاتها الرقابية لمنع حدوث عمليات احتيال مشابهة في المستقبل. كما تعهدت بأن تتحمل مسؤوليتها في حال بيع السيارة لأحد العملاء، مشيرة إلى أنها كانت ستعيد شراء السيارة إذا تم اكتشاف الاحتيال بعد البيع.

المصدر: aftonbladet