دال ميديا: في مشهد يعكس تطور أساليب الجريمة المنظمة، شهدت السويد خلال السنوات الأخيرة تحولاً مثيراً في نمط سرقات السيارات، حيث لم تعد العصابات الأجنبية هي الوحيدة المتورطة، بل باتت العصابات المحلية تنفذ عمليات سرقة معقدة لصالح جهات أجنبية، وفقاً لما تؤكده تقارير شرطية وخبراء في تأمين المركبات.
من أمام المنزل.. سرقة خلال 20 ثانية
في بلدة “أنديرسلوف” جنوب السويد، تفاجأ المواطن كالي لونبرو باختفاء سيارته من نوع BMW من أمام منزله دون أن يسمع هو أو ابنه أي حركة غير معتادة. وبعد مراجعة كاميرات المراقبة، اكتشف أن السرقة تمت في غضون 20 ثانية فقط، وبأسلوب متطور يشير إلى أن الجناة تمكنوا من التقاط شيفرات فتح السيارة عن بعد، من خلال جهاز خاص يلتقط إشارة المفتاح الموجود داخل المنزل.
“السيارة توقفت أولاً أمام منزلي لتحميل الشيفرة، وبعد دقائق عادت مجموعة مكونة من ثلاثة أشخاص فتحت السيارة وغادرت بها بكل بساطة”، قال لونبرو.
سرقات ممنهجة بأدوات إلكترونية
وفقًا لمؤسسة Larmtjänst، التي تحقق في سرقات المركبات لصالح قطاع التأمين، فإن العصابات الإجرامية المنظمة داخل السويد بدأت تلعب دوراً أساسياً في هذه الجرائم، بعد أن كانت في السابق تُنفذ من قبل مجموعات قادمة من أوروبا الشرقية.
“هناك تحوّل ملحوظ؛ العصابات الدولية أصبحت تعتمد على عناصر محلية داخل السويد للقيام بالسرقة، بينما تُنقل السيارات لاحقاً إلى الخارج”، يقول المحقق فريدريك ليندستيد.
وتؤكد المؤسسة أن السوق السوداء يعجّ بأجهزة يمكنها اختراق أنظمة السيارات الحديثة بدون الحاجة إلى المفاتيح الأصلية، بما فيها أدوات لسرقة إشارات المفاتيح أو حتى أدوات تخترق حواسيب السيارات مباشرة.
حملة مجتمعية ورد فعل سكان المنطقة
بعد سرقة BMW من منزل كالي لونبرو، ومحاولة فاشلة لاقتحام منزل آخر في المنطقة، أطلق الجيران مبادرة “المراقبة المجتمعية”، لتعزيز الشعور بالأمان ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.
“حين يدرك المجرمون أن الحي متيقظ وأن السكان يراقبون، فقد يفكرون مرتين قبل العودة”، يعلق جاره يرکر أولسون.
نصف عدد البلاغات.. ولكن بنوعية جديدة
وبحسب الإحصاءات الرسمية، فإن عدد البلاغات عن سرقة السيارات في السويد قد انخفض إلى النصف خلال العقد الماضي، بفضل تطور أنظمة الحماية الإلكترونية. ومع ذلك، فإن الطرق الحديثة في السرقة خلقت تحديات جديدة أكثر تعقيدًا للسلطات والمواطنين على حد سواء.
المصدر: TV4
