انها قصة تشانسيلفي ليلو، الفتاة التي عاشت نصف حياتها في السويد. اندمجت مع مجتمعها الجديد. أكملت دراستها و حصلت على عمل دائم في مدينة هالمستاد، جنوب البلاد. كانت قد وصلت الى السويد عام 2011 مع والدها واختها. لم تكن تعرف في البداية انها لاجئة في بلد أخر، فقد كانت تظن انها في إجازة، حتى طلب الأب اللجوء بسبب ما قاله الأب انه يتعرض الى مضايقات لكونه يدعم منتقدي النظام في بلده جمهورية كونغو الديمقراطية.
تعتقد الفتاة أنها سوف تسجن اذا ما تم ترحيلها الى بلدها، فبحسب المحامي ان الفتاة التي فقدت حتى لغتها الأم، تم رفض طلب إعطاء حق المواطنة لها في بلدها الأم، كما يقول محاميها.
بحسب ما جاء في تقرير لـ التلفزيون السويدي، فقد جاءت الفتاة تشانسيلفي ليلو، الى السويد مع والدها و أختها، كانت حينها تبلغ من العمر 11 عاماً. في بداية الأمر لم تكن تعلم انها هاربة الى السويد حتى تقدم الأب بطلب اللجوء بسبب المضايقات التي تعرض لها بسبب أراه السياسية. كان ذلك في عام 2011.
في وقت مبكر من عام 2012، رُفض طلب لجوء الأسرة، لكن الأب أخفى الأمر عن أولاده، و توارى الأب مع بنتيه عن أنظار السلطات السويدية، حتى سقطت القضية بالتقادم في العام 2016، قتقدموا بطلب لجوء جديد، لكن الأب اختفى بعد ذلك.
جاءت إلى السويد مع والدها وأختها منذ أحد عشر عامًا. منذ ذلك الحين ، فقدت لغتها الأم ، واتخذت الطالبة وحصلت على وظيفة دائمة في هالمستاد. وهي الآن تواجه الترحيل وحدها إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية – البلد الذي ، بحسب محاميها ، لم يقبلها بعد كمواطنة.
بحسب أقوال تشانسيلفي ليلو، فقد أبلغوا السلطات عن فقدانه، وهي لا تعرف مكانه أو حتى ان كان حياً أو ميتاً.
عندما اختفى الأب، تقدمت الفتاة بطلب خاص للحصول على تصريح الإقامة. لأن قضية اللجوء تخصهم كعائلة. لكنه رُفض من قبل مجلس الهجرة السويدي. وقد أبلاغهم بأنه سيتم ترحيلهم. كان منذ عدة سنوات.
تقول تشانسيلفي ليلو إنها شعرت بالخوف عندما أدركت أنه سيتم ترحيلها الى الكونغو، البلد الذي لم يعد لديها أحد هناك ولا حتى تعرف لغتها. كما انها فقدت الاتصال بأختها الكبرى. كما تقول.
تشانسيلفي ليلو، محتجزة منذ أربعة أشهر. فقد ذهبت إلى سفارة الكونغو في السويد لإقناعهم بأنها ولدت في الكونغو، إلا ان السفارة الى حد الان لم تقرر بعد ان كان يحق لها السفر أم لا. رغم ذلك قامت الشرطة السويدية بحجز موعد السفر من أجل إعادتها الى الكونغو.
أخبروها انهم سيعيدونها و سوف تُرحل الى بلدها، بالرغم من عدوم وجود اية وثائق تثبت انها مواطنة من الكونغو. وهذا يعني انها معرضة للسجن. فمنذ عام 2017، نصحت وزارة الخارجية السويدية، بعدم السفر الغير الضروري الى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
نينا بيروز، محامية تشانسيلفي ليلو، تقول، من حيث المبدأ لن تتمكن تشانسيلفي من الحصول على هوية في بلدها، انها لا تملك ما يثبت شخصيتها، وبذلك سيتم دفعها نحو ممارسة الدعارة.
دائرة الهجرة ترد
في تصريح لدائرة الهجرة السويدية، جاء انهم يدركون جيداً ان وضع الفتاة صعب، لكن هناك قرار بترحيها منذ أربعة اعوام، وما زال ساري المفعول، لذا يجب تنفيذه. تشانسيلفي الان في السن القانونية وبالتالي لا يوجد شرط اكيد لتأمين استقبلها في بلدها الأم.
وكانت قضية اللجوء القديمة للعائلة ستسقط بعد أيام، أي في الخامس من يونيو/حزيران، وكان بإمكان الفتاة حينها التقدم بطلب جديد للهجرة، اذا ما تأخر قرار الترحيل قليلاً.
المصدر: SVT