كيف سيكون الوضع الأمني في السويد، إذا ما انضمت الى الناتو؟ هل سيتم الاستعانة بالجنود السويديين للخدمة في الخارج؟ هل سينشر حلف الناتو جنوده و أسلحته في السويد؟. أسئلة كثيرة و مهمة، تراود الكثيرين في حال انضمام السويد الى حلف الناتو.
قوات الدفاع السويدية نشرت مؤخراً عدد من الاسئلة الأكثر شيوعاً في الشارع السويدي، حيث تجيب عنها بشكل مفصل، لإيصال الفكرة و توضح النقاط الغامضة و الاستفسارات التي ينشغل بها الكثيرين.
الأسئلة حول إمكانية انضمام السويد إلى الناتو عديدة. نجمع هنا الحقائق والمقالات ونقدم الإجابات على الأسئلة الأكثر شيوعًا حول كيفية تأثر القوات المسلحة السويدية.
لقد هددت روسيا، السويد وفنلندا بالعواقب وخيمة “على حد وصفها” إذا انضمتا إلى حلف الناتو.
ماذا تعني هذه العواقب؟
لطالما هدد المسؤولين الروس، بان روسيا ستتخذ إجراءات، إذا ما انضمت السويد إلى الناتو. تم استخدام مصطلح “الإجراءات العسكرية” عدة مرات في هذا السياق ، لكن روسيا لم تشرح أبدًا ما تعنيه بالضبط.
ما هو حجم خطر قيام روسيا بمهاجمة السويد عسكريا؟
لا يزال خطر وقوع هجوم مسلح على السويد منخفضًا.
لا توجد حاليًا تحركات عسكرية مثيرة للقلق على طول حدودنا ، لكن لا يمكن استبعاد هجوم مسلح على السويد. ازدادت مخاطر سوء التقدير والحوادث التي تؤدي إلى التصعيد بين روسيا والغرب ، وبالتالي سيكون من الصعب التنبؤ بتطور الأحداث في المناطق المجاورة للسويد.
هل تدهور الوضع الأمني في السويد بعد الغزو الروسي لأوكرانيا؟
يساهم الغزو الروسي لأوكرانيا وعواقبه في تدهور وضع السياسة الأمنية في المنطقة المجاورة للسويد وفي أوروبا. يظهر الغزو أن القيادة الروسية لديها مستوى منخفض للقوة العسكرية ، ورغم ذلك فهي مستعدة للمجازفة بكل شيء لتحقيق أهدافها.
كيف ترى قوات الدفاع السويدية، عواقب انضمام فنلندا فقط من دون السويد على حلف الناتو؟
المهمة الرئيسية للقوات المسلحة هي الدفاع عن السويد ضد أي هجوم مسلح، سواء كانت لوحدها في الجبهة أو بمساعدة أطراف اخرى. إذا انضمت فنلندا لوحدها الى حلف الناتو، فإننا نعتقد أن ظروف لن تكون في صالحنا و سوف تتدهور مع الوقت.
حينها سيتأثر تعاوننا الدفاعي الدولي سلبًا لأننا لن نبقى الشريك الأقرب الى فنلندا، كما لن يبقى لخطط العملية للدفاع المشترك بين بلدينا، بالاضافة الى ذلك، من المحتمل ايضا ان يتأثر تعاوننا الدولي. كما سيزداد اهتمام روسيا باستخدام الأراضي السويدية للهجوم على الاطراف الأخرى اذا ما حدث نزاع مسلح في المنطقة.
في أي نزاع مسلح مع روسيا، سيحتاج حلف الناتو إلى الأراضي السويدية، للدفاع عن كل من فنلندا ودول البلطيق. في الوقت نفسه، ستكون لروسيا بالطبع مصلحة في منع الناتو من الوصول إلى الأراضي السويدية.
إذا لم تنضم السويد إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، فلن يكون لدينا الكثير لنقوله عن تصرفات الناتو في السويد ، في نفس الوقت الذي ستزداد فيه المصالح الاستراتيجية العسكرية لروسيا في أراضينا.
ما هي تكلفة العضوية في الناتو؟
بصفتها عضوًا في الناتو، يجب على السويد أن تتبع الالتزام الذي تعهدت به دول الناتو منذ عام 2014، منها تخصيص 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع. وايضا تخصيص 20 في المائة على الأقل من ميزانية الدفاع إلى استثمار في العتاد العسكري.
بالإضافة إلى ذلك، سنحتاج إلى المساهمة في ميزانية الناتو المدنية والعسكرية، والتي ستكون بالنسبة للسويد حوالي 50 مليون يورو سنويًا.
ما الذي تعنيه المادة 5 و كيف ستتأثر السويد في سيناريو مماثل؟
وفقًا للمادة 5، سيكون على السويد التزام اعتبار هجومًا مسلحًا على دولة أخرى في الناتو بمثابة هجوم على السويد أيضًا. بعد ذلك و وفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، سيتحتم على السويد دعم الدولة العضوة المتضررة بالإجراءات اللازمة، بما في ذلك العمل العسكري. لكن يجدر التأكيد على الطبيعة الدفاعية لهذا الأمر، وهو أنه لا يدخل حيز التنفيذ إلا إذا تعرضت دولة أخرى من دول الناتو للهجوم.
ما هي الحدود التي ستكون مهمة بالنسبة للسويد لحراستها في حالة عضوية الناتو؟
ستظل حماية أراضي السويد وحدودها، هي المهمة الاساسية لقواتنا. بالاضافة الى دعم و حماية دول الشمال الاخرى العضوة في الحلف، لان تقوية حدود دول الشمال، يعني إنشاء جبهة دفاعية قوية ضد أي هجوم مسلح.
هل بإمكان الناتو نشر جنوده وأسلحته في السويد؟
ليس لدى الناتو تحالفاته الخاصة، ولكن الدول الأعضاء هي التي تقسمها وفقًا لقرارات الحكومات والبرلمانات المعنية. النرويج والدنمارك لديهما تحفظات على تخزين الأسلحة النووية وتمركز القوات. قد تكون لدى السويد أيضًا تحفظات مماثلة بشأن العضوية. لكن هذا الأمر يقرره برلماننا وحكومتنا.
يتمركز الجنود الدنماركيون في إستونيا. هل يمكن للسويد ايضا تنشر قواتها في مهمات مماثلة؟
إذا كانت هناك إرادة سياسية لهذا، فيمكن أن يحدث، إنه جزء من الفكر الجماعي. لا فرق مقارنة بالجهود الدولية التي تبذلها القوات المسلحة اليوم.
كيف يتأثر أفراد الجيش بعضوية الناتو؟
في تقديرنا، لن يتأثروا على الإطلاق، لأن نشر أفراد الجيش خارج الحدود في أوضاع استثنائية، سيسبقها العديد من القرارات السياسية المعمول بها. تتم جميع عملياتنا الدولية الفعالة بواسطة موظفين. ومع ذلك، هناك بالفعل فرصة اليوم لأفراد جيشنا الذين أكملوا التدريب الأساسي أو العملي، ليكونوا جزءًا من قوة مسلحة في الخارج، شريطة أن يكون التدريب في إطار التعاون العسكري الدولي، حيث يوفر ويطور المعرفة والمهارات المطلوبة للخدمة العسكرية .
ما هي التغييرات الشاملة والملموسة التي سيتم إجراؤها على القوات المسلحة السويدية إذا انضمت السويد إلى الناتو؟
المستوى التكتيكي، أي سيتم دمج قطاعات الجيش المختلفة في عمليات وإجراءات الناتو، لذلك ستتم التغييرات على المستوى الاستراتيجي المرتبطة بآليات صنع القرار في الناتو، و هذا يعني أنه سيكون بإمكاننا زيادة تأثير على نشاطات الناتو في السويد. لكن بالنسبة للقوات المسلحة ككل، لن يكون انتقالًا كبيراً وثوريًا. كما اننا سنشارك في التدريبات والجهود الدولية مع الناتو.
القوات المسلحة تتدرب بالفعل مع الناتو اليوم. كيف سيتغير ذلك في حالة العضوية المحتملة؟
سنشارك في التخطيط التشغيلي على جميع مستويات الإدارة، وسنشارك في اتخاذ القرارات وندمج التخطيط الدفاعي الخاص بنا مع أعضاء الناتو الآخرين، وخاصة الاعضاء الموجودين في منطقتنا بشكل مباشر، مثل النرويج والدنمارك. بهذه الطريقة يصبح دفاع دول الشمال كلها متجانسة.
ماذا يعني أن السويد لديها شراكة خاصة مع الناتو؟
الشراكة الخاصة تعني أن نتشارك المعلومات ونجري تدريبات مشتركة. ولكن هناك فرق كبير بين ان تكون عضواً أو لست كذلك، مثل التزامات الدفاع الجماعي والتخطيط العملياتي المشترك. ليس لدينا أي تأثير حقيقي على عمليات صنع القرار السياسي والعسكري في الناتو.
كيف يتعاون الدفاع السويدي مع الناتو اليوم؟
نحن نتعاون مع الناتو منذ منتصف التسعينيات، وشاركنا في جميع العمليات الدولية التي يقودها الناتو منذ حرب البوسنة في عام 1996.
ما الذي سيحدث اذا بدءت الحرب؟
سيقوي ذلك من قدرتنا على المقاومة، لأننا ندافع عن أنفسنا مع الآخرين ولدينا خطط تشغيلية مشتركة. بصفتنا عضوًا في الناتو، سيكون لدينا تأثير حقيقي على قرارات و نشاطات الناتو في السويد وفي منطقتنا بشكل مباشر في حال وقوع هجوم مسلح.
كيف ستتأثر القوات المسلحة السويدية؟
قدرتنا الدفاعية هي دائما مسألة وطنية ومسؤولية بغض النظر عن العضوية. التقييم هو أن عضوية الناتو ستسهل المهمة الرئيسية للقوات المسلحة ” الدفاع عن السويد ضد الهجوم المسلح ” إلى حد كبير. يزداد تأثير وقف الحرب بشكل ملحوظ إذا انضمت السويد إلى الناتو ، لأن الهجوم على السويد هو هجوم على أعضاء آخرين في الناتو.