تعتبر قوات الدفاع المحلية السويدية (Hemvärnet) جزءًا أساسيًا من منظومة الدفاع السويدية، حيث تلعب دورًا محوريًا في حماية وتأمين العديد من المنشآت والأهداف الحيوية في البلاد. ومع ذلك، يبرز تحدٍ يتمثل في غياب تلك القوات عن بعض المناطق الريفية في السويد، مما دفع القائمين على هذه القوات إلى إجراء اختبار جديد غير مسبوق لتعزيز التغطية في هذه المناطق.
اختبار جديد لقوات الدفاع المحلية
على الرغم من التدفق المستمر للمتطوعين الراغبين في الانضمام إلى قوات الدفاع المحلية، تظل هناك فجوات في التوزيع الجغرافي لهذه القوات، حيث إن معظم المتطوعين يأتون من المناطق الحضرية الكبيرة مثل ستوكهولم وميلاردالن وغوتنبرغ ومالمو. تقول رئيسة قوات الدفاع المحلية، لورا سفان فريدي، “التجنيد يتركز بشكل رئيسي في المناطق الكبرى، وهو ما يخلق نقصًا في الكوادر في بعض المناطق الأخرى، خاصة في شمال السويد”.
ولمواجهة هذا التحدي، بدأت قوات الدفاع المحلية اختبارًا جديدًا أُطلق عليه اسم “عملية ميلاردالن”، حيث تم إرسال مجموعة من جنود الدفاع المحلي من منطقة ميلاردالن إلى مدينة كيرونا في شمال السويد، لتجربة إمكانية نشر القوات على بُعد أكثر من 1000 كيلومتر من مناطق سكنهم.
التحديات وفقدان عنصر الجاهزية
تعتمد قوات الدفاع المحلية بشكل كبير على المعرفة المحلية والتواجد الجغرافي القريب لضمان سرعة الاستجابة، وذلك وفقًا لمبدأ “6-24-90” الذي يعني أن القوات يجب أن تبدأ بتنفيذ مهمتها خلال ست ساعات من استلام الإنذار، وأن تكون في كامل جاهزيتها بعد 24 ساعة، وأن تستمر في العمل لمدة تصل إلى 90 يومًا.
ولكن، بحسب لورا سفان فريدي، فإن هذا الاختبار الجديد يعني فقدان بعض المزايا الأساسية التي تتمتع بها قوات الدفاع المحلية، وهي المعرفة الجيدة بالمنطقة والارتباط المحلي. وتوضح لورا قائلة: “بلا شك، نفقد جزءًا من ميزتنا الأساسية عندما نرسل الجنود إلى مناطق بعيدة، مما يؤثر على سرعة جاهزيتنا في التعامل مع الأزمات”.
إذا نجح هذا الاختبار وتم تعميمه، فقد يعني ذلك تغييرًا جذريًا في طبيعة مهمة بعض وحدات قوات الدفاع المحلية، حيث لن يكون تركيزها على حماية مناطقها المحلية فقط، بل قد تُكلف بمهمات في مناطق بعيدة. ومع ذلك، تؤكد لورا سفان فريدي أن هذا التغيير لن يشمل جميع وحدات الدفاع المحلي، بل سيقتصر على بعض المناطق التي تواجه نقصًا في الأفراد.
التطوع في قوات الدفاع المحلية
تستند فكرة قوات الدفاع المحلية على التطوع بجانب العمل الأساسي للفرد، حيث يخدم الجنود بين 4 إلى 15 يومًا في السنة، مع الاستعداد للتدخل في الحالات الطارئة التي تستدعي الدعم والمساندة للمجتمع. ويمكن لأي مواطن سويدي التقدم للانضمام إلى هذه القوات، مع وجود متطلبات مختلفة بحسب المهام. وحتى من لم يؤد الخدمة العسكرية الإلزامية يمكنه الحصول على تدريب عسكري قصير للانضمام.
هذا الاختبار الجديد لقوات الدفاع المحلية يبرز سعي السويد المستمر لتعزيز قدرتها الدفاعية في جميع أنحاء البلاد، رغم التحديات التي تواجهها في تأمين التغطية الكاملة للمناطق المختلفة. كما يظهر التزام المتطوعين بدعم المجتمع والدفاع عن الوطن، بغض النظر عن المسافات والتحديات الجغرافية.
المصدر: svt