ستوكهولم: في مقال تحليلي نُشر على موقع TV4، تقول المحللة في الشؤون السياسية، السويدية تيريز كريستيانسون، تطرقت فيه و بشكل مفصل الى التطورات المتسارعة في الوضع السوري، حيث تشير الى انه مع اقتراب قوات المعارضة من العاصمة دمشق، و في لحظة توصف بأنها قد تكون حاسمة لمستقبل البلاد. سلطت كريستيانسون الضوء على تعقيدات الصراع المستمر منذ أكثر من عقد، والذي تشابكت فيه المصالح الإقليمية والدولية، مما جعل المشهد السوري أحد أكثر النزاعات تعقيدًا في الشرق الأوسط.
النظام السوري في مواجهة التحدي الأكبر
ترى الكاتبة أن نظام الرئيس بشار الأسد، الذي صمد لعقد من الزمن بدعم من حلفائه، يواجه الآن تحديًا خطيرًا مع تقدم المعارضة بقيادة تحالف يضم فصائل متنوعة، أبرزها هيئة تحرير الشام (HTS). وتشير إلى أن الرئيس الأسد الذي ارتبط اسمه بمجازر وهجمات كيماوية، قد يجد نفسه أمام سيناريوهات مصيرية قد تؤدي إلى زوال قبضته على السلطة.
الأطراف الإقليمية والدولية: لعبة مصالح معقدة
تناولت كريستيانسون تداخل المصالح بين القوى الإقليمية والدولية في سوريا:
- روسيا وإيران: تدعمان الأسد بقوة، حيث توفر روسيا غطاءً جوياً وتسعى للحفاظ على قاعدتها البحرية على الساحل السوري.
- تركيا: تدعم المعارضة لكنها تواجه صراعًا مع الأكراد شمال شرق سوريا، ما يضعها في موقف متناقض.
- الولايات المتحدة: تواصل دعم الأكراد، بينما تقلص اهتمامها بالوضع السوري منذ انتهاء معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشارت الكاتبة إلى أن هذه التوازنات الدقيقة قد تنهار إذا استمرت المعارضة في تحقيق تقدم سريع نحو دمشق.
أبو محمد الجولاني وهيئة تحرير الشام
توقفت كريستيانسون عند دور أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام (HTS)، الذي يحاول إعادة تقديم نفسه كزعيم “معتدل” في الساحة السياسية. ورغم تصريحات الجولاني بأنه يخطط لتحويل مجموعته العسكرية إلى كيان مدني بعد سقوط النظام، إلا أن الكاتبة تُبدي شكوكها، مشيرة إلى أن التاريخ يعج بأمثلة على جماعات متطرفة غيرت توجهاتها ظاهريًا فقط.
سيناريوهات المستقبل
ترى كريستيانسون أن السيناريوهات المحتملة لمستقبل سوريا معقدة، لكنها تنحصر في ثلاث خيارات رئيسية:
- سقوط النظام: قد يؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية، أو قد تسيطر الجماعات المتطرفة، مما يثير مخاوف دولية.
- صمود النظام: بدعم من روسيا وإيران، ما قد يتبعه قمع شديد للشعب السوري.
- اقتتال داخلي بين المعارضة: قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.
تأثيرات إقليمية ودولية
أوضحت الكاتبة أن أي تغيير في الوضع السوري سيؤثر على ميزان القوى في الشرق الأوسط، خاصة على الدول المجاورة مثل إسرائيل، لبنان، العراق، وتركيا، بالإضافة إلى تأثيره على العلاقات بين القوى العالمية الكبرى.
و تختتم تيريز كريستيانسون تحليلها بالقول إن سوريا الآن على مفترق طرق تاريخي. بين آمال الشعب في الحرية والخوف من هيمنة التطرف أو استمرار القمع، تظل الأيام المقبلة حاسمة في رسم مستقبل سوريا والمنطقة بأكملها.
المصدر: TV4