في مشهد يعيد الذكريات المؤلمة، يواجه لانغ كونته، أحد ضحايا الجريمة العنصرية في مالمو، قضية جديدة ضد السياسي الدنماركي راسموس بالودان المتهم بالتحريض ضد فئات من المجتمع والإساءة العنصرية. ففي عام 2010، أصيب كونته بجروح إثر إطلاق النار عليه من قبل السفاح العنصري بيتر مانغس، والآن يجد نفسه أمام المحكمة بعد تعرضه لهجوم لفظي عنصري من بالودان.
في 6 سبتمبر 2022، وأثناء مظاهرة قام بها بالودان في مالمو، قام السياسي الدنماركي بالصراخ عبر مكبر صوت موجهًا كلمات مثل “عد إلى إفريقيا”، حيث قام بتكرار العبارة 35 مرة أمام كونته، في فعل يُعتبر عنصريًا وعدوانيًا. هذه الحادثة تركت كونته في حالة من الصدمة النفسية، خاصةً أن هذه الإساءة أعادته بالذاكرة إلى حادثة إطلاق النار التي تعرض لها قبل أكثر من عقد.
تراكم الضغوط النفسية على كونته
كونته، الذي يعيش في السويد منذ أكثر من 30 عامًا، ويعمل بجد ليعيل أسرته، أشار إلى أن هذه الحادثة كانت بمثابة “عودة مؤلمة” لما تعرض له في الماضي. وأضاف قائلاً: “لقد عشت في هذا البلد لعقود، وعملت بجد، ولكن تلك اللحظات أعادتني إلى الوراء وكأنني لم أكن أبدًا جزءًا من هذا المجتمع.”
في الوقت نفسه، أكد كونته أنه استشار طبيبًا نفسيًا للتعامل مع الآثار النفسية لهذه الحادثة، وعبّر عن ألمه العميق من تكرار هذه التجارب العنصرية.
بالودان أمام العدالة
رسموس بالودان، الذي يُعرف بمواقفه الاستفزازية، يواجه الآن المحاكمة بتهمة التحريض ضد مجموعة من الناس والإهانة. المحاكمة ستُعقد في مالمو في 14 أكتوبر، حيث من المتوقع أن يمثل بالودان أمام المحكمة للدفاع عن نفسه. ورغم أن محامي بالودان رفض الإدلاء بتصريحات قبل بدء المحاكمة، إلا أن بالودان ينكر جميع التهم الموجهة إليه ويعتبرها مجرد “تفسيرات” لما قاله.
أهمية المحاكمة
من جهته، شدد كونته على أهمية المحاكمة على الرغم من المشاعر السلبية التي يحملها بسبب إعادة الحديث عن الحادثة، حيث قال: “أعلم أن التحدث عن هذه الأمور مؤلم، لكن من الضروري أن أواجه ذلك، لأنني أريد أن يعرف الجميع أن العنصرية ما زالت موجودة ويجب محاربتها.”
هذه القضية، التي تذكرنا بالحوادث العنصرية التي تعصف بالمجتمعات الأوروبية، تبرز كيف يمكن للأفعال والكلمات أن تؤثر بعمق في حياة الأفراد، حتى بعد مرور سنوات على الأحداث الأصلية.
المصدر: expressen