كيف تحول طبيب سعودي إلى منفذ هجوم دموي أودى بحياة و إصابة العشرات في خمسة أشخاص في مدينة ماغديبورغ الألمانية؟

دوافع الطبيب السعودي في حادث الدهس بماغديبورغ. Ebrahim Noorozi / AP

دال ميديا: شهدت مدينة ماغديبورغ الألمانية حادثًا مروعًا عندما قام طبيب سعودي يبلغ من العمر 50 عامًا بقيادة سيارته بسرعة عالية بين الحشود في سوق عيد الميلاد، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة حوالي 200 آخرين، بينهم 40 في حالة خطيرة. ورغم الترتيبات الأمنية المشددة، تمكن المهاجم من تنفيذ عمليته، مما أثار العديد من التساؤلات حول دوافعه وكيفية حدوث هذا الهجوم.

بداية الهجوم وتحقيقات الشرطة

وكان الهجوم قد وقع مساء أمس الجمعة، حيث استخدم المشتبه به سيارته لاختراق الحشود بشكل مميت. وأكدت الشرطة أن المشتبه به، المقيم في ألمانيا منذ عام 2006 والحاصل على حق اللجوء عام 2016، قام بتنفيذ الهجوم بشكل منفرد.

كما ذكرت المعلومات التي نشرت عنه في وسائل الإعلام الألمانية، ان الرجل المدعو ( ط.أ ) وهو سعودي الجنسية ويبلغ من العمر 50 عاماً، كان يعمل كطبيب نفسي وكان مناهض شرس للإسلام و يدعم اليمين المتطرف.
و خلال الليل، داهمت الشرطة منزله في مدينة بيرنبورغ جنوب ماغديبورغ، حيث تم العثور على أدلة تشير إلى تطرفه المتزايد في السنوات الأخيرة. وفقًا لتقارير إعلامية ألمانية، أسس المشتبه به منظمة تدعو لترك الإسلام، لكنه تبنى لاحقًا أفكارًا أكثر تطرفًا، بحسب ما نقلته مراسلة قناة TV4 السويدية.

تحليلات الخبراء: حادثة غير متوقعة

أعرب هانز جاكوب شندلر، خبير الإرهاب، عن دهشته من ملف المشتبه به، حيث قال:
“لم أتوقع أن يكون المهاجم بهذا العمر أو هذه الخلفية. الملف الشخصي لهذا الرجل لا يتماشى مع الأنماط المعتادة للمهاجمين في السنوات الأخيرة، الذين يكونون أصغر سنًا بكثير.”

في الوقت نفسه، وصف هانز برون، الباحث في مجال الإرهاب، الهجوم بأنه فرصة ذهبية لأولئك الذين يسعون لتقويض المجتمعات المفتوحة. وأشار إلى أن مثل هذه الحوادث، رغم صعوبة منعها بالكامل، تشكل تهديدًا خطيرًا للنسيج المجتمعي.

وسائل التواصل الاجتماعي: منصة للتطرف؟

ألقى الخبراء باللوم على وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز التطرف وانتشار نظريات المؤامرة. أشار شندلر إلى أن منصات مثل X وMetaخففت بشكل كبير من سياساتها التنظيمية، مما أتاح مساحة أكبر للأفكار المتطرفة للنمو.
“التطرف عبر الإنترنت أصبح أكثر انتشارًا، والأنظمة الحالية لا توفر الحماية الكافية. نحن بحاجة إلى تعاون أقوى بين الشرطة وشركات التكنولوجيا للتعامل مع مثل هذه الحالات قبل وقوعها،” أضاف شندلر.

خطر الهجمات المقلدة

يشير الخبراء إلى أن مثل هذه الحوادث قد تشجع آخرين على تكرارها، تمامًا كما يحدث في حالات إطلاق النار في المدارس.
“لا أستبعد وقوع هجمات مشابهة قريبًا،” قال برون، محذرًا من أن مثل هذه العمليات يمكن أن تستهدف عموم الناس عشوائيًا.

دوافع غير واضحة

على الرغم من تحقيقات الشرطة المستمرة، لا تزال دوافع المشتبه به غير معروفة بشكل دقيق. وبينما تشير التقارير إلى أنه كان يعبر عن آراء متطرفة معادية للإسلام عبر الإنترنت، لا توجد معلومات مؤكدة حتى الآن حول ما إذا كان الهجوم ذا دوافع دينية أو شخصية.

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع