دال ميديا: وسط تصاعد الجدل حول دوافع مجزرة مدرسة “Campus Risbergska” في أوريبرو، ظهرت موجة من المعلومات المضللة التي انتشرت بسرعة دوليًا، مما زاد من الغموض حول الهجوم. فقد نشرت قناة TV4 تحليلًا صوتيًا يُزعم أنه يكشف عن عبارة عنصرية قالها مطلق النار خلال الحادثة، مما فتح الباب أمام تفسيرات متضاربة واستغلال إعلامي عالمي.
تحليل صوتي أم تحريف للواقع؟
نشرت TV4 مقطعًا صوتيًا يُزعم أنه التُقط أثناء إطلاق النار، حيث يُسمع شخص يقول:
“يجب أن تغادروا أوروبا!”، لكن هوية المتحدث ودقة التحليل الصوتي لا تزالان غير مؤكدتين.
يوناس لينده، المحلل الجنائي السابق لدى الشرطة، يشكك في صحة التحليل، معتبرًا أن جودة الصوت الرديئة والانحياز الإدراكي قد يكونان مسؤولين عن استنتاجات خاطئة.
“من الصعب الاعتماد على هذا المقطع كدليل قاطع، فمن المحتمل أن يكون مجرد تفسير خاطئ بسبب الضوضاء”، يقول لينده.
انتشار دولي وتأثير على الصورة السويدية
ما زاد الأمر تعقيدًا هو أن تحليل TV4 انتشر عالميًا، وتم استغلاله من قبل جهات خارجية، بما في ذلك حسابات سلفية ذات تأثير كبير.
وفقًا للباحث في شؤون الإرهاب ماغنوس رانستورب، فإن حسابًا إسلامويًا مصريًا يُعرف بأنه كان وراء حملة التضليل ضد نظام الرعاية الاجتماعية في السويد (LVU)، استغل التسجيل ليُروج لرواية مفادها أن الشرطة السويدية تحاول إخفاء “الحقيقة”.
“هذه الحسابات تجمع أي معلومات تناسب سردياتها الدعائية، وتستخدمها لتغذية الانقسام بين المسلمين والسلطات في السويد”، يوضح رانستورب.
حرب المعلومات والتضليل الإعلامي
أشارت وكالة الدفاع النفسي السويدية (MPF) إلى أن المعلومات الخاطئة حول الهجوم انتشرت بسرعة، حيث ركزت جهات أجنبية على تأجيج التوترات والترويج لنظريات المؤامرة حول دوافع الجريمة.
“نحن نراقب كيف يتم استخدام هذه الحادثة كأداة للتأثير الإعلامي، لكن لا نعلق حاليًا على الجهات المتورطة”، صرحت الوكالة.
الشرطة: لا دليل على دافع أيديولوجي حتى الآن
في المقابل، أكد المتحدث باسم الشرطة، فريدريك سفيديمير، أن التحقيق لم يعثر على أي أدلة تثبت وجود دافع أيديولوجي وراء الجريمة، وأنه من المبكر القفز إلى استنتاجات.
“نحن حذرون في تقديم استنتاجات دون أدلة دامغة، لأن ذلك قد يضر بالتحقيق ويقوض ثقة الجمهور بالنتائج”، أوضح سفيديمير.
من يتحكم في السردية؟
مع استمرار انتشار المعلومات المتضاربة، يبقى السؤال الأهم:
- هل كان التحليل الصوتي دقيقًا أم أنه مجرد تفسير خاطئ؟
- لماذا انتشر التسجيل بهذه السرعة دوليًا، ومن المستفيد من ذلك؟
- هل ستتمكن الشرطة السويدية من السيطرة على الروايات المتضاربة وإعادة الثقة في التحقيقات؟
في ظل هذه الحرب الإعلامية المتزايدة، يتضح أن المعركة لم تعد فقط حول فهم دوافع الهجوم، بل أيضًا حول من يملك القدرة على تشكيل الحقيقة في نظر الرأي العام.
المصدر: svt