”لم يكن لديهم أي فكرة“.. انتقادات حادة لطاقم طائرة بعد تدخل طبيبة لإنقاذ حياة

الشركة النرويجية للطيران. Photo: AirlineGeeks | William Derrickson

دال ميديا: تحولت رحلة جوية روتينية من إسبانيا إلى السويد إلى مسرح طارئ، حين تدخلت الطبيبة كارولينا إليندر، اختصاصية الأشعة في مستشفى كارولينسكا الجامعي، لإنقاذ حياة مسافرة تعرضت لصدمة تحسسية حادة، في ظل غياب شبه تام للمعدات الطبية والمساعدة الكافية من طاقم الطائرة.

الحادثة وقعت في ربيع العام الماضي على متن طائرة تابعة لشركة Norwegian، حين استُدعيت الطبيبة بعد أن فقدت مسافرة وعيها وبدت شاحبة اللون نتيجة رد فعل تحسسي حاد. المشكلة بدأت حين اكتُشف أن المرأة نسيت قلم الأدرينالين الخاص بها ضمن أمتعتها المسجلة، ما جعل الأمر أكثر خطورة.

تقول كارولينا:
“طلبتُ قلم أدرينالين، لكن لم يكن هناك أي واحد. بدلاً من ذلك، بدأ الطاقم بتفريغ الحقائب وعلب الإسعافات بطريقة عشوائية تمامًا، كان المشهد فوضويًا.”

تمكنت الطبيبة من العثور على أمبولات صغيرة تحتوي على أدرينالين غير مخفف، لكنها واجهت تحديًا كبيرًا لغياب أي تعليمات حول الجرعة المناسبة، واضطرت لاتخاذ القرار بنفسها.

”في تلك اللحظة، طُلب مني اتخاذ قرار بشأن الهبوط الاضطراري. كنت قد أعطيتُ للتو الحقنة الأولى، وقلت إنه يجب الانتظار دقيقة لرؤية النتيجة… لكنها لم تُجدِ نفعًا. أُعطيتُها جرعة ثانية، وفيما بعد تبين أنها كانت أكثر من اللازم، لكنها لم تؤدِ إلى مضاعفات لحسن الحظ، واستقر وضع المرأة.”

لاحقًا، ظهرت ممرضة بين الركاب وساعدت كارولينا بمحاولة توفير الأوكسجين والسوائل، إلا أن العوائق استمرت. لم تكن هناك كمية كافية من السوائل الوريدية، ولم يعرف أحد كيف يُستخدم قناع الأوكسجين.

“كان الوضع سيئًا جدًا من حيث التجهيزات والمعرفة لدى طاقم الطائرة. أفهم أنهم ليسوا مدربين طبيًا، لكن بدا وكأنهم لا يعرفون شيئًا على الإطلاق.”

مسؤولية غير واضحة

الحادثة فتحت بابًا للتساؤلات حول المسؤوليات القانونية التي يتحملها الطبيب عند تدخله في مثل هذه الحالات أثناء الرحلات الجوية. فبحسب نقابة الأطباء السويديين، يختلف الأمر من شركة طيران لأخرى ومن بلد لآخر، مما يُثير مخاوف لدى بعض الأطباء من التدخل.

“تحدثت مع زملاء قالوا إنهم قد يترددون في التدخل لهذا السبب، وهذا يمثل مشكلة حقيقية.”

من جهتها، أكدت المتحدثة باسم Norwegian، شارلوت هولمبرغ، أن لدى الطاقم تعليمات واضحة للتصرف عند الحالات الطارئة، لكنها شددت على أن الطاقم ليس ذا خلفية طبية، بل يتلقى تدريبًا أساسياً في إطار ما هو مسموح له قانونياً.

وأشارت إلى أن وكالة السلامة الجوية الأوروبية EASA هي الجهة المسؤولة عن تنظيم تجهيزات الطائرات الطبية.

أما القبطان السابق بيورن لوندستروم، فعبّر عن وجهة نظر مغايرة قائلاً:
“إن كنت ستصاب بوعكة صحية في أي مكان، فالطائرة قد تكون أفضل مكان لذلك. يوجد فيها أدوية وأشخاص مستعدون للمساعدة.”

المصدر: قناة TV4

المزيد من المواضيع