في تصعيد جديد للاحتجاجات ضد بعض الشركات، تعرض متجر “ليدل” في ضاحية Rågsved بالعاصمة السويدية ستوكهولم، لهجوم نفذه مجموعة من النشطاء. وقد أجبر هذا الهجوم السلسلة الألمانية على رفع مستوى التأهب الأمني لحماية موظفيها وزبائنها.
الهجوم وقع ظهر الثلاثاء، حين اقتحم عدد من المتظاهرين المتجر ورددوا شعارات مناهضة للشركة، كما وضعوا منشورات تدعو إلى مقاطعة “ليدل”. وفقاً لتقارير صحيفة Bulletin، سادت حالة من الفوضى في المتجر مما اضطره إلى الإغلاق بشكل فوري بسبب تزايد المخاوف الأمنية. أحد النشطاء صرخ قائلاً: “دماء على أيديكم!”، في إشارة إلى مزاعم تفيد بأن “ليدل” تستثمر بشكل غير مباشر في شركات تقنية إسرائيلية تُتهم بدعم الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.
مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي يوثق لحظات الهجوم داخل المتجر. وأكدت شركة “ليدل” أن الفرع في Rågsved أُعيد فتحه بعد إغلاق قصير، مشيرة إلى أن بلاغاً قدم إلى الشرطة وأن تحقيقاً جارياً بشأن شخص مشتبه في انتهاكه لقوانين النظام العام. كما أفادت Dagligvarunytt أن مدير المتجر كتب لافتة على الباب تُعلن عدم القدرة على فتح المتجر في الوقت الحالي بسبب التهديدات والمخاطر المحتملة.
تصاعد المقاطعة
الواقعة في Rågsved ليست الأولى من نوعها، إذ سبق وأن تعاملت “ليدل” مع حملات منظمة أخرى في جنوب السويد شملت تخريب وتدمير ممتلكات. شركة “ليدل” أكدت في بيان لها أن سلامة موظفيها وزبائنها تأتي في المرتبة الأولى.
الحملة التي تقودها حركة “المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات” (BDS) ازدادت حدة منذ اندلاع الصراع بين حماس وإسرائيل في أكتوبر 2023. ووفقًا لتقرير Sydsvenskan، تم استهداف “ليدل” من قبل هذه الحركة بسبب ما وصف بأنه دعم غير مباشر لإسرائيل من خلال استثمارات أصحاب الشركة.
وقال مو غنام، ممثل حركة BDS في السويد: “نحن نعتبر أن دعم ليدل للمشروع الصهيوني واضح من خلال تصريحات وأفعال أصحاب الشركة”.
تعاون مع الشرطة
لم تقتصر حملات المقاطعة على “ليدل” فقط، بل شملت أيضاً شركات أخرى مثل “إسبريسو هاوس” و”ماكدونالدز”. رغم ذلك، شددت “ليدل” على أنها لا تتخذ مواقف سياسية في النزاعات الدولية، وأنها ترفض العنف بكافة أشكاله.
في إطار رفع مستوى التأهب، تعمل “ليدل” عن كثب مع السلطات الأمنية لضمان حماية موظفيها وزبائنها، وأكدت الشركة أنها تراقب الوضع عن كثب وستتخذ كافة التدابير اللازمة لمنع تكرار الحوادث.
وفي بيان رسمي، قالت “ليدل”: “نحن نعبر عن تعاطفنا مع جميع المتضررين من النزاع، ونؤكد على رفضنا للعنف. نحن شركة لا تنحاز لأي طرف في الحروب، ونلتزم دائمًا بالدفاع عن حقوق وقيم الجميع”.
هذا وتتابع الشرطة تحقيقاتها في الهجمات السابقة ضد المتاجر، حيث تم تسجيل العديد من البلاغات بهدف حماية الزبائن والعاملين من أي تهديدات إضافية.