محامية في مجال حقوق الإنسان تندد بوثائقي “الجزيرة”: “مضلل ويغذي عدم الثقة في الرعاية الاجتماعية السويدية”

"مضلل ويغذي عدم الثقة في الرعاية الاجتماعية السويدية" tv4

ستوكهولم: شاركت المحامية الحقوقية السويدية، روث نوردستروم، في وثائقي قناة الجزيرة، والذي يتناول قضايا الأطفال الذين يتم أخذهم قسراً من ذويهم في السويد من قبل السلطات الاجتماعية. الوثائقي، الذي أثار جدلاً واسعاً في السويد وتعرض لانتقادات حادة من مسؤولين سويديين، بمن فيهم رئيس الوزراء أولف كريسترسون، تم وصفه بأنه “خطير” و”مضلل” لأنه يشير إلى أن هذه القرارات تتم بشكل غير عادل وعلى أسس غير مبررة.

انتقادات لغياب الشفافية حول أسباب قرارات الرعاية الاجتماعية

أعربت نوردستروم عن انتقادها الشديد للوثائقي، معتبرةً أن وصف عملية الرعاية الإجبارية في السويد بأنه غير مبرر لا يعكس الحقيقة. وأكدت في حديثها لـTV4 Nyheterna أن هناك أسباباً قوية ومعايير صارمة تبرر اتخاذ قرارات الفصل القسري للأطفال عن ذويهم، إلا أن الوثائقي أغفل هذه الجوانب. وقالت نوردستروم: “من المهم إظهار الأسباب الكامنة وراء هذه القرارات حتى يتمكن الجمهور من فهمها، وهذا لم يظهر للأسف في الوثائقي.”

وأضافت نوردستروم أن الوثائقي، رغم أنه يتطرق إلى قضايا هامة، إلا أنه لم يعرض وجهة نظر الجهات الاجتماعية السويدية ولم يشمل أراء المختصين الاجتماعيين، مما يجعل التغطية غير مكتملة ويزيد من الغموض حول حقيقة القرارات المتخذة.

خطر تعزيز عدم الثقة في الرعاية الاجتماعية السويدية

ترى نوردستروم أن الوثائقي يعزز عدم الثقة في مؤسسة الرعاية الاجتماعية السويدية. وقالت: “إذا زادت الشكوك تجاه هذه المؤسسة، فهذا يعتبر تضليلاً.” ومع ذلك، أوضحت أنه من الضروري توجيه النقد عند وجود تقصير حقيقي.

رد الجزيرة على الانتقادات

من جانبه، أكد عوض الجماع، مدير منصة Al Jazeera 360، أن الوثائقي تم إعداده بدقة وحيادية، مشيراً إلى أن القناة سعت لتقديم مادة “متوازنة” و”شاملة”.

ورغم أن الوثائقي لم يحظَ بعد بانتشار واسع، إلا أن المسؤولين السويديين يخشون من تأثيره المحتمل. وقد أشارت وزيرة الخدمات الاجتماعية، كاميلا والترسون جرونفال، إلى ضرورة تقديم توعية للحد من تأثير الوثائقي إذا ما شهد انتشاراً أوسع، مع التركيز على توضيح دور الرعاية الاجتماعية في حماية الأطفال، لضمان الشفافية وتجنب سوء الفهم.

المصدر: TV4

المزيد من المواضيع