ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف يدعو إلى الاستفادة من دروس الماضي ويقول: “علينا الاستعداد لما قد يحدث”
خلال زيارة رسمية للملك كارل السادس عشر غوستاف إلى مقر “فورتيفيكاشونزفركت” (Fortifikationsverket) في إسكلستونا، تحدث عن جهود السويد لتعزيز قدراتها الدفاعية في ظل الأوضاع العالمية المتوترة. جاءت هذه الزيارة في إطار اهتمام المملكة بتعزيز بنيتها التحتية الدفاعية، خاصة مع تصاعد التهديدات الأمنية في محيطها الإقليمي والعالمي.
تخصيص موارد ضخمة لتعزيز الدفاع السويدي
تمر السويد بفترة من التحول الكبير في سياستها الدفاعية، وذلك عقب قرارات حكومية بقيادة رئيس الوزراء أولف كريسترشون، التي شملت تخصيص ميزانيات قياسية لتعزيز القوات المسلحة. هذه الخطوة جاءت كرد فعل على التحديات الأمنية المتزايدة في أوروبا والعالم، مما دفع السويد لتعزيز شراكتها مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتركيز على رفع مستوى استعدادها العسكري.
وقد كانت “فورتيفيكاشونزفركت”، الهيئة المسؤولة عن إدارة وتطوير المنشآت العقارية التابعة للقوات المسلحة السويدية، من بين أبرز المستفيدين من هذه المخصصات المالية. وأكدت ماريا بريدبرغ بيترسون، المدير العام للهيئة، على أن سرعة تنفيذ المشاريع الدفاعية تعد من أكبر التحديات، مشددة على ضرورة تسريع وتيرة بناء المنشآت الدفاعية في وقت قصير لمواجهة التحديات الراهنة.
الملك في زيارة لتكريم ضحايا كارثة “إستونيا” والاستفادة من دروس الماضي
جاءت زيارة الملك كارل غوستاف لمقر “فورتيفيكاشونزفركت” بعد عودته من زيارة إلى سنغافورة، حيث عمل مع الملكة سيلفيا على تعزيز العلاقات الثنائية بين السويد وسنغافورة. كما سبق ذلك حضوره مراسم إحياء الذكرى الثلاثين لكارثة غرق السفينة “إستونيا”، التي وقعت في بحر البلطيق في 28 سبتمبر 1994، وأودت بحياة 852 شخصًا، من بينهم 501 سويدي.
وفي خطابه أثناء المراسم في ستوكهولم، قال الملك: “إنه من المهم أن نتذكر هذه الكارثة ليس فقط لتكريم ذكرى من فقدوا حياتهم، ولكن أيضًا للاستفادة من الدروس لضمان عدم تكرار مثل هذه المأساة مرة أخرى.” وشدد على ضرورة تعلم الدروس من الماضي لتعزيز سلامة الملاحة البحرية السويدية.
مستقبل الدفاع السويدي: رؤية الملك وأهمية الشراكة مع الناتو
و أشار الملك كارل غوستاف إلى أهمية الاستثمارات الأخيرة في الدفاع السويدي، قائلاً: “أرى أن التطور الحالي إيجابي للغاية، وإن كان مدفوعًا بالتحديات الأمنية التي نشهدها في العالم. علينا أيضًا التكيف مع متطلبات الناتو، لضمان أن تكون دفاعاتنا متوافقة مع معايير الحلف”.
الملك، الذي دعم سابقًا انضمام السويد إلى حلف الناتو، أكد في خطابه خلال افتتاح الدورة البرلمانية في سبتمبر الماضي على أهمية التحالف مع الناتو لتعزيز قدرة السويد على الدفاع عن نفسها في ظل الأوضاع الأمنية المتقلبة. ورغم تأكيده على أهمية هذه الخطوات، لم يتجاهل الملك التحديات الأخرى التي تواجه السويد، مشيرًا إلى القضايا الداخلية مثل الضغوط على نظام الرعاية الصحية، وتأثيرات التغير المناخي، وتزايد معدلات الجريمة المنظمة.
رسالة الملك: الاستعداد المستمر والتأهب للأحداث غير المتوقعة
وعندما سئل الملك عن رؤيته لجهود تعزيز الدفاع في لقاءه مع TV4، شدد على أهمية التحلي بالجاهزية والوعي بالتحديات المحيطة، قائلاً: “يجب أن نبقى على اطلاع دائم، وأن نستعد لما قد يحدث، على أمل أن ما نعد له لا يحدث فعليًا”. هذه الكلمات تعكس إيمان الملك بأهمية الحذر والتخطيط الاستباقي، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب تعزيز القدرة الدفاعية للدولة.
تأتي تصريحات الملك في وقت تستعد فيه السويد لمواجهة مجموعة من التحديات الأمنية، سواء بسبب الأوضاع المتوترة في المنطقة أو بسبب تبعات التغيرات الجيوسياسية العالمية. ويرى كثيرون أن هذا التحذير الملكي يعكس اهتمام القيادة السويدية بضمان استقرار البلاد وتعزيز أمنها الوطني في مواجهة أي تهديدات مستقبلية.
المصدر: nyheter24