تتمتع السويد بتنوع بيئي وحيوي استثنائي، يمتد من الغابات الشمالية إلى السواحل الجنوبية، وهو موطن للعديد من الحيوانات التي تتميز بسرعات مذهلة سواء في البر أو في السماء. لكن السؤال الذي قد يطرحه الكثيرون هو: ما هو أسرع حيوان في السويد؟ الإجابة تتعلق بنوع الحيوان الذي نتحدث عنه؛ فالطيور الجارحة تتصدر القائمة عندما نتحدث عن السرعة في الهواء، بينما توجد عدة أنواع من الحيوانات البرية التي تتنافس على لقب الأسرع على اليابسة.
أسرع مخلوق في السويد: صقر الشاهين
عندما يتعلق الأمر بالسرعة القصوى، فإن صقر الشاهين، أو “البيلجرين فالكون” كما يُعرف في الإنجليزية، هو أسرع الحيوانات في السويد بل وفي العالم أجمع. هذا الطائر الجارح يستطيع أن يصل إلى سرعات مذهلة تصل إلى 320 كيلومتراً في الساعة عندما يقوم بالانقضاض على فريسته من ارتفاعات شاهقة. هذه السرعة تجعل صقر الشاهين ليس فقط أسرع طائر في السويد، بل أيضاً أسرع كائن حي معروف على وجه الأرض.
صقر الشاهين كان مهدداً بالانقراض في السبعينيات من القرن الماضي، لكن بفضل جهود الحفاظ على البيئة وحمايته من الصيد الجائر وتدمير موائله الطبيعية، ارتفعت أعداده تدريجياً. اليوم، يُعتبر صقر الشاهين جزءاً مهماً من النظام البيئي السويدي ورمزاً للنجاح في الحفاظ على التنوع البيولوجي.
كيف يتمكن صقر الشاهين من الوصول إلى هذه السرعات؟
يكمن سر قدرة صقر الشاهين على الوصول إلى هذه السرعات الخيالية في تصميمه الجسدي الفريد. يمتاز صقر الشاهين بجسم انسيابي وأجنحة طويلة وحادة تتيح له تقليل مقاومة الهواء عند الانقضاض. إضافة إلى ذلك، فإن عضلات جناحيه القوية تسمح له بتوليد قوة دفع هائلة. وأثناء الغوص بسرعة فائقة، يعتمد الشاهين على حواسه القوية مثل الرؤية الحادة التي تمكنه من رصد فريسته من مسافات بعيدة بدقة متناهية.
مستقبل صقر الشاهين في السويد
ورغم أنه كان على حافة الانقراض في وقت ما، إلا أن صقر الشاهين الآن يُصنف على أنه “قريب من التهديد” من قِبل المنظمات البيئية مثل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN). الجهود التي بذلتها السويد لحماية هذا الطائر الجارح أثمرت عن تحسين وضعه بشكل كبير. فمشروع “مشروع صقر الشاهين” الذي أطلقته جمعية حماية الطبيعة السويدية (Naturskyddsföreningen) يهدف إلى مراقبة أعداد الطيور ومواصلة جهود الحفاظ عليها، مع توقعات بمستقبل أكثر إشراقاً لهذا الطائر الجارح في السويد.
أسرع الحيوانات البرية في السويد
إلى جانب صقر الشاهين الذي يتصدر قائمة السرعة في الهواء، هناك عدد من الحيوانات البرية التي تتمتع بسرعة هائلة على اليابسة. لنتعرف على بعض أسرع هذه الحيوانات في السويد:
- الحصان السويدي: الحصان يُعد من أسرع الحيوانات البرية في السويد، حيث يستطيع الجري بسرعات تتراوح بين 70 إلى 80 كيلومتراً في الساعة. الحصان يعتبر جزءاً لا يتجزأ من التراث السويدي، ويستخدم على نطاق واسع في الرياضات والتنافسات.
- الوشق (Lynx): الوشق هو أحد القطط البرية التي تعيش في الغابات السويدية. رغم حجمه الكبير، إلا أن الوشق قادر على الركض بسرعة تصل إلى 60 كيلومتراً في الساعة، مما يجعله واحداً من أسرع الحيوانات البرية في السويد. الوشق يعتمد على سرعته في اصطياد الفرائس مثل الأرانب والغزلان الصغيرة.
- الدب البني: على الرغم من ضخامة حجمه وقوته البدنية، إلا أن الدب البني يُعد من أسرع الحيوانات البرية في السويد، حيث يمكنه الركض بسرعة تصل إلى 60 كيلومتراً في الساعة. السرعة الكبيرة التي يتمتع بها الدب تساعده في التغلب على الفريسة أو الهروب من المخاطر.
- الأيل (Moose): يُعرف الأيل بأنه “ملك الغابة” في السويد، وهو من الحيوانات القوية والسريعة التي تعيش في المناطق البرية. يستطيع الأيل الركض بسرعات تصل إلى 60 كيلومتراً في الساعة، وهو ما يمكنه من الهروب من المفترسين مثل الذئاب.
- الثعلب الأحمر: يتميز الثعلب بسرعته ورشاقته، حيث يمكنه الركض بسرعة تصل إلى 50 كيلومتراً في الساعة. يُعد الثعلب من الحيوانات المرنة التي تعتمد على السرعة والمراوغة للهرب من الأعداء أو لصيد الفرائس الصغيرة.
- الخنزير البري: على الرغم من شكله الثقيل، يستطيع الخنزير البري الركض بسرعة تصل إلى 48 كيلومتراً في الساعة. هذه السرعة تتيح له الدفاع عن نفسه أو الهروب من الخطر.
- البقرة السويدية: قد يبدو الأمر مفاجئاً، ولكن الأبقار السويدية قادرة على الركض بسرعة تصل إلى 40 كيلومتراً في الساعة عندما تكون مهددة أو عندما تكون في حالة نشاط وحيوية.
أسرع الحيوانات البرية الصغيرة: الأرنب البري السويدي
يُعتبر الأرنب البري السويدي (الذي أُدخل إلى السويد في القرن التاسع عشر) واحداً من أسرع الحيوانات البرية الصغيرة في البلاد. بفضل بنيته العضلية القوية وسيقانه الخلفية الطويلة، يستطيع الأرنب البري القفز والركض بسرعة تصل إلى أكثر من 70 كيلومتراً في الساعة. يُعرف الأرنب بمهارته في المراوغة والقفز، وهي صفات تساعده في الهروب من الحيوانات المفترسة.
كيف يساهم التنوع البيئي في السويد في تنوع السرعات؟
التنوع الجغرافي في السويد، الذي يتراوح بين الجبال والسهول والغابات والبحيرات، يساهم بشكل كبير في توفير بيئات مناسبة لأنواع مختلفة من الحيوانات. بعض هذه البيئات تتطلب سرعة عالية للبقاء على قيد الحياة، سواء كان ذلك للهروب من الحيوانات المفترسة أو لمطاردة الفرائس. وهذا ما يجعل السويد موطناً لمجموعة متنوعة من الحيوانات التي تعتمد على السرعة كعنصر أساسي في حياتها اليومية.
المصدر: nyheter24