دال ميديا: تشهد مستشفيات السويد ضغطًا غير مسبوق على أقسام الطوارئ بسبب موجة إنفلونزا قوية تضرب البلاد منذ أسابيع. وعلى الرغم من ارتفاع معدلات الإصابة والحالات التي تستدعي العناية المركزة، تحذر هيئة الصحة العامة السويدية من أن الذروة لم تصل بعد، وأن انتشار العدوى لا يزال واسع النطاق.
اكتظاظ المستشفيات ونقص الأسرة
خلال الأسبوعين الماضيين، تصاعدت أعداد المصابين بالإنفلونزا بشكل ملحوظ، ما أدى إلى زيادة عدد الحالات التي تتطلب الرعاية المركزة. وتسببت أزمة نقص الأسرة في مستشفى سالغرينسكا الجامعي في يوتبوري في اضطرار 29 مريضًا إلى قضاء الليل في ممرات الطوارئ، وفقًا لما أوردته صحيفة Göteborgs-Posten.
وقالت ماريا تارينغر، مديرة المنطقة في سالغرينسكا، إن المستشفيات تمر “بمرحلة صعبة للغاية”، مؤكدةً أن الموجة الحالية من الإنفلونزا “جاءت متأخرة لكنها قوية”، مما أدى إلى “ضغط شديد على سيارات الإسعاف وأقسام الطوارئ.”
قلق متزايد بين أولياء الأمور
في مستشفى لينشوبينغ الجامعي، شهد قسم الطوارئ للأطفال زيادة واضحة في عدد المرضى خلال الأسابيع الأخيرة. وأفادت كارين فيستر، طبيبة الأطفال في المستشفى، بأن العديد من الأهالي يلجؤون إلى الطوارئ رغم أن حالات أطفالهم لا تتطلب سوى الرعاية المنزلية.
وتابعت فيستر: “يشعر الكثير من الآباء بالقلق بسبب استمرار الحمى لدى أطفالهم لفترات طويلة، ويتساءلون إن كان هناك خطب ما. لكن كما هو الحال مع البالغين، يمكن للأطفال أيضًا أن يعانوا من الإنفلونزا لفترات طويلة.”
تفشي عدة فيروسات بالتزامن مع الإنفلونزا
إلى جانب انتشار الإنفلونزا، تنتشر فيروسات أخرى مثل فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RS-virus) والتهابات المعدة الفيروسية، لكن الإنفلونزا تبقى الفيروس الأكثر انتشارًا حاليًا.
وأضافت فيستر: “لم نشهد تفشيًا للإنفلونزا بهذه القوة منذ فترة طويلة. بعد الجائحة، كانت لدينا موجة شديدة من فيروس RS، واليوم نشهد عامًا تهيمن فيه الإنفلونزا.”
المرض يضرب الطواقم الطبية أيضًا
لم يقتصر تأثير الإنفلونزا على المرضى فقط، بل امتد أيضًا إلى الكوادر الطبية، خاصةً في مستشفى جامعة نورلاند في أوميو، حيث سجلت حالات غياب واسعة بين الموظفين بسبب المرض أو اضطرارهم إلى البقاء في المنزل لرعاية أطفالهم المصابين.
وقالت باولا يوهاغين، رئيسة قسم الطوارئ في المستشفى: “رغم ارتفاع أعداد الموظفين المرضى، لم نلاحظ زيادة غير اعتيادية في أعداد المراجعين لقسم الطوارئ، فالوضع يشبه المواسم العادية للإنفلونزا.”
تحذيرات من الأسابيع القادمة
مع استمرار انتشار الفيروس وارتفاع عدد الحالات الحرجة، تحذر السلطات الصحية من أن الأسابيع المقبلة قد تكون أكثر صعوبة. وتدعو هيئة الصحة العامة السويدية المواطنين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة، مثل تجنب الأماكن المزدحمة، والحفاظ على النظافة الشخصية، والتطعيم ضد الإنفلونزا لتقليل خطر الإصابة والمضاعفات.