هل تجاوزنا نقطة اللاعودة؟ يناير يسجل أعلى درجات حرارة في التاريخ

شهر يناير يسجل درجات حرارة تاريخية. Foto: Hendrik Schmidt/TT

دال ميديا: وفقًا لتقرير صادر عن خدمة كوبرنيكوس لمراقبة المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، فإن يناير 2025 سجل كأكثر شهر يناير دفئًا على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.

ارتفاع قياسي في درجات الحرارة

أفادت البيانات بأن متوسط درجات الحرارة العالمية في يناير كان أعلى بـ1.75 درجة مئوية مقارنة بالمستويات ما قبل الصناعية، مما يجعله الشهر الثامن عشر من أصل آخر 19 شهرًا تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية فوق المعدل التاريخي.

كما أظهرت الأرقام أن درجة الحرارة كانت أعلى بمعدل 0.79 درجة مئوية مقارنة بمتوسط شهر يناير بين عامي 1991 و2020، وهو ارتفاع يثير قلق العلماء بشأن تسارع تغير المناخ وآثاره طويلة الأمد.

مخاوف من تجاوز أهداف اتفاق باريس

يهدف اتفاق باريس للمناخ إلى إبقاء الارتفاع في متوسط درجات الحرارة العالمية تحت 2 درجة مئوية، مع السعي إلى عدم تجاوز 1.5 درجة مئوية، وذلك للحد من الكوارث البيئية التي قد تنجم عن تغير المناخ، مثل موجات الحرارة الشديدة، والفيضانات، وذوبان الجليد القطبي، وارتفاع مستوى سطح البحر.

“يناير يفاجئ العلماء”.. رغم ظروف لا نيينا

وصفت سامانثا بورجيس، نائبة مدير خدمة كوبرنيكوس، هذا الارتفاع الحراري بأنه مفاجئ، خاصةً وأنه حدث رغم تأثير ظاهرة “لا نيينا”في المحيط الهادئ، والتي كان يُتوقع أن تؤدي إلى تبريد مؤقت لدرجات الحرارة العالمية.

وقالت بورجيس في بيان صحفي:
“استمرار تسجيل درجات حرارة قياسية رغم التأثيرات الطبيعية التي يفترض أن تقلل من حرارة الكوكب هو مؤشر مقلق على مدى تسارع تغير المناخ.”

ما الذي يعنيه هذا الارتفاع للعالم؟

تحذر الأوساط العلمية من أن استمرار تجاوز العتبة الحرارية 1.5 درجة مئوية قد يؤدي إلى تغيرات مناخية كارثية غير قابلة للعكس، مثل:

  • زيادة الظواهر الجوية القاسية مثل الأعاصير والفيضانات وموجات الجفاف.
  • تسارع ذوبان الجليد في القطبين وارتفاع مستوى سطح البحر، مما قد يهدد المدن الساحلية حول العالم.
  • اضطرابات زراعية ومائية تؤثر على الأمن الغذائي العالمي.

هل سنشهد مزيدًا من الأرقام القياسية؟

مع استمرار انبعاثات الغازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري، يتوقع العلماء أن تستمر درجات الحرارة في تحطيم الأرقام القياسية، ما لم يتم اتخاذ تدابير حاسمة لخفض الانبعاثات والانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة.

المصدر: svt

المزيد من المواضيع