هل نحن على وشك مواجهة ‘الزلزال الكبير’؟ تحذيرات من كارثة زلزالية وشيكة في اليابان

brookings
brookings

أصدرت اليابان تحذيرًا غير مسبوق بشأن خطر متزايد لحدوث “زلزال ضخم” في منطقة خندق نانكاي، وهو ما أثار قلقًا واسعًا بين السكان والسلطات على حد سواء. وتمت دعوة سكان المناطق المهددة إلى الاستعداد للإخلاء الفوري ووضع خطط طارئة للتعامل مع أي كارثة محتملة.

وقع زلزال قوي بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر يوم الخميس الماضي في خندق نانكاي، وهي منطقة قاع بحر تقع قبالة السواحل اليابانية المطلة على المحيط الهادئ. وفي سابقة من نوعها، حذرت السلطات اليابانية من أن هذا الزلزال قد يكون مقدمة لحدوث زلزال أكبر بكثير، وهو ما يطلق عليه البعض “الزلزال الكبير”.

عالم الزلازل بيورن لوند أكد في تصريحات صحفية أن السؤال لم يعد إذا كان الزلزال سيحدث، بل متى سيحدث. وأضاف: “تاريخيًا، شهدت هذه المنطقة زلازل ضخمة، وآخرها كان في عام 1946 عندما تسبب زلزال بقوة 8 درجات في تسونامي بارتفاع 6.9 متر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1,300 شخص.”

ورغم أن اليابان تشهد زلازل بانتظام، إلا أن الخوف من “الزلزال الكبير” يظل يلوح في الأفق. السكان المحليون مثل ماسايو أوشيو في يوكوهاما يشعرون بقلق متزايد. تقول ماسايو: “لطالما قيل لنا إن ‘الزلزال الكبير’ سيأتي يومًا ما. الآن، أتساءل: هل هذا هو؟”

الحكومة اليابانية سبق وأن قدرت أن هناك احتمالًا كبيرًا لحدوث زلزال ضخم قد تصل قوته إلى 9.1 درجات في هذه المنطقة خلال الثلاثين عامًا القادمة. ومع ذلك، لا يوجد حتى الآن طريقة مؤكدة للتنبؤ بوقت حدوث الزلازل، مما يزيد من أهمية الاستعداد المسبق.

بيورن لوند أشاد بالجهود اليابانية في مجال البناء المقاوم للزلازل، مشيرًا إلى أن “اليابان تتمتع بخبرة طويلة في هذا المجال، وقد تم تصميم العديد من المباني لتحمل الهزات الكبيرة.” لكنه أكد في الوقت نفسه: “الزلزال قادم، لا شك في ذلك.”

إذا وقع هذا الزلزال الضخم المتوقع في البحر قبالة سواحل اليابان، فإنه قد يؤدي إلى دمار هائل في البنية التحتية، وربما يودي بحياة مئات الآلاف من الأشخاص، مما يجعل التحذيرات الحالية جرس إنذار يجب أن يؤخذ على محمل الجد.

“الزلزال الكبير” في اليابان: تهديد طبيعي يلوح في الأفق

عندما نتحدث عن “الزلزال الكبير” في اليابان، نشير إلى سيناريو كارثي قد يحدث نتيجة زلزال هائل في منطقة ما، خاصة في المناطق التي تمتلك تاريخًا زلزاليًا نشطًا، مثل خندق نانكاي وخندق تونامي وخندق اليابان. هذه المناطق تقع على طول الحافة الشرقية للصفائح التكتونية التي تصطدم ببعضها البعض، مما يجعلها عرضة للزلازل القوية جدًا.

ما هو “الزلزال الكبير”؟

“الزلزال الكبير” الذي تتوقعه اليابان هو زلزال ضخم بقوة تفوق 8 درجات على مقياس ريختر، يمكن أن يحدث في المناطق المحيطة بخندق نانكاي أو خندق تونامي. هذه المنطقة معروفة بتاريخها من الزلازل الكبيرة، وآخرها كان زلزال “هونشو” عام 2011 الذي بلغت قوته 9.1 درجة وأدى إلى تسونامي مدمر قتل حوالي 18,000 شخص وأدى إلى كارثة نووية في محطة فوكوشيما للطاقة النووية.

التوقعات العلمية والتحضيرات

وفقًا للتقديرات التي نشرتها وكالة الأرصاد الجوية اليابانية (JMA) ووزارة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا (MEXT)، فإن احتمال حدوث زلزال ضخم في منطقة خندق نانكاي خلال الثلاثين عامًا القادمة يتراوح بين 60% إلى 70%. يُعتقد أن مثل هذا الزلزال يمكن أن يتسبب في حدوث تسونامي ضخم يتراوح ارتفاعه بين 10 إلى 20 مترًا، مما قد يؤدي إلى أضرار هائلة في المناطق الساحلية المكتظة بالسكان.

الجهود اليابانية للتحضير

اليابان، بحكم موقعها الجغرافي في “حلقة النار” وهي منطقة نشطة زلزاليًا تحيط بالمحيط الهادئ، طورت واحدة من أكثر أنظمة الإنذار المبكر تطورًا في العالم. بالإضافة إلى ذلك، قامت اليابان ببناء بنية تحتية مصممة لتحمل الهزات الأرضية القوية، وتشمل هذه المباني عالية المقاومة للزلازل، والسدود، وأنظمة النقل.

تقوم السلطات اليابانية بإجراء تدريبات منتظمة على مستوى البلاد للتحضير لمثل هذه الكارثة المحتملة. في عام 2019، شارك أكثر من 8 ملايين شخص في تدريب ضخم يحاكي وقوع زلزال كبير، حيث تم التركيز على الإخلاء السريع وتقليل الخسائر البشرية والمادية.

تداعيات محتملة

إذا وقع “الزلزال الكبير” المتوقع، فإنه قد يتسبب في خسائر فادحة تتجاوز ما حدث في زلزال وتسونامي 2011. التأثير المحتمل يشمل تدمير البنية التحتية، انقطاع التيار الكهربائي والماء لفترات طويلة، وتعطل شبكات النقل والاتصالات. علاوة على ذلك، قد تكون هناك تأثيرات اقتصادية جسيمة ليس فقط على اليابان، بل على الاقتصاد العالمي أيضًا، نظرًا للدور الحيوي الذي تلعبه اليابان في التجارة العالمية.

المزيد من المواضيع