تشهد السويد حملة مكثفة لمراقبة السرعة وضبط المخالفين، حيث أصبح وجود أشخاص يتجاوزون السرعات المحددة على الطرق أمرًا يتكرر يوميًا، مما دفع الشرطة إلى تشديد إجراءاتها في كافة أنحاء البلاد. حتى الآن، هذا العام شهد زيادة في عدد السائقين الذين تلقوا مخالفات مقارنةً بالعام السابق، وذلك ضمن جهود للحفاظ على سلامة الطرق والتقليل من الحوادث القاتلة.
عملية ضبط المخالفين: دقائق حاسمة على الطرقات
تبدأ الحملة على الطرق السريعة في السويد باستخدام أجهزة الليزر، حيث يتم رصد المركبات المخالفة خلال ثوانٍ. يوجه الشرطي كريستر أولوفسون، المسؤول عن مراقبة السرعة، جهاز الليزر نحو السيارات المارة على طريق E4 قرب هيرون سيتي في منطقة كونغنس كورفا. يوضح أولوفسون قائلاً: “تتجاوز معظم السيارات السرعة المحددة هنا، حتى إننا نشهد سرعات تصل إلى 200 كيلومتر في الساعة في مناطق محددة بـ 70 كيلومترًا.”
أثناء مراقبة المرور، تم رصد سيارة من نوع مرسيدس تسير بسرعة 112 كيلومترًا في الساعة في منطقة سرعته القصوى 70 كيلومترًا. فوراً، انطلق ضابط الشرطة على دراجته النارية لملاحقة السيارة، وتم إيقاف السائق على بعد كيلومتر واحد من موقع الرصد. بعد تفتيش سريع، تم سحب رخصة السائق على الفور، مما أثار قلقه البالغ.
عواقب وخيمة وسحب للرخص: التأثير على حياة السائقين
تقول هيئة النقل السويدية إن فترة سحب الرخصة تتراوح بين شهر واحد إلى ثلاث سنوات، حسب خطورة المخالفة. وتتضمن المخالفات الأكثر شيوعًا تجاوز السرعة في المناطق السكنية، خاصة في المناطق التي تشهد أعمال بناء.
يواجه السائقون الذين يفقدون رخصهم تحديات يومية، خاصةً أولئك الذين يعتمدون على القيادة في وظائفهم. يقول نيكلاس، شرطي المرور: “الكثير من السائقين يشعرون بقلق شديد عند سحب رخصهم، خاصة إذا كانت وظائفهم تتطلب قيادة مستمرة.” ويضيف: “يصبح الوضع أكثر صعوبة عندما يرتبط سحب الرخصة بجرائم أخرى قد تتطلب اللجوء إلى المحكمة.”
ارتفاع تكلفة المخالفات: غرامات باهظة وعقوبات قانونية
من بين القصص المثيرة التي واجهتها الشرطة، كانت حالة سائق دراجة نارية تم رصده وهو يقود بسرعة 146 كيلومترًا في منطقة محددة بسرعة 50 كيلومترًا، مما أدى إلى سحب رخصته فورًا. يوضح نيكلاس قائلاً: “عندما يتجاوز السائق السرعة بهذا الشكل، لا خيار أمامنا سوى تطبيق القانون بشكل صارم.”
ويضيف توماس بون، شرطي مرور آخر: “الطريقة الوحيدة لجعل السائقين يدركون خطورة أفعالهم هي فرض الغرامات المالية، فبعض الأشخاص لا يستوعبون حجم الخطر إلا عندما تتأثر جيوبهم.”
شهادات من السائقين: التوتر والندم بعد المخالفة
من بين المخالفين كان روبين أوسكارسون، سائق شاحنة يبلغ من العمر 27 عامًا، والذي تلقى مخالفة لقيادته بسرعة 79 كيلومترًا في منطقة سرعة 50 كيلومترًا. قال روبين: “هذا ليس أول مرة، أعرف أنني كنت مخطئًا وأتحمل العواقب.” وعند سؤاله عن تجربته على الطرقات، أجاب: “الجميع تقريبًا يتجاوز السرعة المحددة، ولا يهم من يكون السائق.”
أما أورهان، 28 عامًا، والذي تم توقيفه لقيادته بسرعة 93 كيلومترًا في ساعة على طريق محدد بسرعة 70، فقد وصف لحظة رؤية الأضواء الزرقاء في المرآة الخلفية بأنها “لحظة توتر حقيقي”. وأضاف: “كان الأمر مزعجًا، ولكن لا مفر من تحمل المسؤولية.”
أهمية الرقابة المرورية: جهود للحد من السرعة المفرطة
تأتي هذه الحملات كجزء من جهود السلطات السويدية لتعزيز السلامة على الطرق. في أسبوع السلامة المرورية الوطني، شددت الشرطة على أهمية الالتزام بالقوانين المرورية لضمان أمان الجميع. وقد أعرب الشرطي توماس بون عن أهمية التعامل بودية مع السائقين خلال تحرير المخالفات، مشيرًا إلى أن ذلك يساهم في تخفيف التوتر وتحقيق التواصل الفعّال.
المصدر: aftonbladet