تجاوز عدد الأشخاص الذين يعانون من ديون متراكمة لدى “Kronofogden”، الجهة المسؤولة عن تحصيل الديون في السويد، حاجز الـ 400 ألف شخص، في وقت تشهد فيه البلاد ارتفاعاً مقلقاً في مستوى الديون بين الشباب البالغين من العمر بين 18 و25 عاماً.
زيادة مقلقة في الديون
تشير البيانات الجديدة إلى تسجيل رقم قياسي في عدد قضايا التحصيل خلال النصف الأول من عام 2024، حيث بلغ عددها 6.5 مليون قضية. يأتي هذا الارتفاع في ظل سنوات من التضخم المتزايد، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وزيادة أسعار الفائدة. ومع ذلك، فإن أكبر زيادة في عدد القضايا تعود إلى الإفراط في الاستهلاك، وهو ما أكده الخبير الاقتصادي “ماغنوس هيدبرغ”.
ويقول هيدبرغ: “لقد أصبح من المعتاد اقتراض الأموال للاستهلاك، وهذا أمر خطير. نحن نعيش في مجتمع يعتبر فيه الاقتراض لشراء الكماليات أمراً طبيعياً، ولكن هذا سلوك غير مستدام”.
الشباب في خطر
ويُعَدُّ الوضع الأكثر إثارة للقلق هو زيادة الديون بين الشباب تحت سن الثلاثين. وفقًا لماجدة كوالتشيك، الخبيرة الاقتصادية ومقدمة برنامج “Lyxfällan” الشهير، فإن الشباب في السويد يواجهون خطر تدمير مستقبلهم بسبب القرارات المالية غير المدروسة.
وتضيف كوالتشيك: “من السهل جداً في السويد أن تستسلم للإغراءات وتشتري ما تريده دون التفكير في العواقب المالية على المدى البعيد. ولكن هذه الديون المتراكمة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل مالية جسيمة في المستقبل”.
وتابعت: “نقص التوعية بالمسائل المالية الشخصية يجعل الشباب أكثر عرضة للوقوع في فخ الديون. الشباب يميلون إلى التسوق أكثر في ظل ظروف الفائدة المنخفضة، مما يجعلهم يعتقدون أن الأمور ستتحسن دائماً، ولكن مع ارتفاع الفائدة، تغيرت الأمور بشكل جذري”.
تأثير منصات التواصل الاجتماعي
دراسة أجرتها “Ungdomsbarometern” ركزت لأول مرة على جيل “ألفا” (من عمر 7 إلى 14 عاماً)، ووجدت أن هذا الجيل يظهر سلوكيات استهلاكية مبكرة ويقضي الكثير من الوقت في التسوق. ويعتقد مقدمو برنامج “Lyxfällan” أن هذا السلوك مرتبط بشكل كبير بتأثير المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتعلق كوالتشيك: “من المهم جداً أن يتحدث الآباء مع أبنائهم حول هذه السلوكيات. إذا لم يتخذ الأهل موقفاً حازماً حيال هذا الأمر، فسيستمر الأطفال في هذه السلوكيات غير السليمة.”
السويديون من بين الأكثر مديونية في أوروبا
في هذا السياق، يذكر هيدبرغ أن السويد تحتل المرتبة الثالثة في أوروبا من حيث مستوى الديون، بعد لوكسمبورغ والدنمارك، مما يعكس ثقافة متجذرة في الاستدانة.
ويختم هيدبرغ بتحذير: “عندما يتراجع المد، نرى من كان يسبح دون ملابس. الذين يعيشون فوق إمكانياتهم المالية يواجهون الآن وقتاً عصيباً، خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة وزيادة تكاليف المعيشة”.
المصدر: tv4.se